حكاية قديمة
بين النوم واليقظة
بين الصحو والمطر
كان يمضي حمارُ جارنا القديم
الذي أتذكرهُ الآن تحت شجرة التين
عائداً من أسفاره السعيدة
بين البندر والقرية
كان يمضي القيلولة تحت الشجرة المثقلة
بالظهيرة والعصافير
ناعساً وعلى رأسه تاجٌ من الذباب
لا يتذكر شيئاً
لكنه يسرحُ أحياناً فيرفسُ الجذع
برجلين معروقتين بالألم
وفي المساء يمضي لجلب الزرع من الحقول
المبعثرة كدموعٍ خضراء سكبتها الآلهة.
في الرواح والمجيء يرسل نهيقه العالي كصراخ أضاعته
السلالة بين الأحراش، فتشرئبُ أعناق الحمير.
مرحاً
مختالاً كطائر كركي بين إناثه
وفي الليل حين يأوي الى شجرته التي
تلمعُ فيها عيونُ الديكة حالمةً بمقدم
الثعالب، يكونُ قد غادر موقعهُ إلى
ديارٍ بعيدةٍ يخوض فيها سهوباً وأودية
بحمله الثقيل وربما حَلَمَ بأنثى لم يطأها
حمارٌ قبله....
بالأمس رأيتُ حماراً هرما تحت شجرة
عتيقة.
واقعية
رأى (فريدريك نيتشه) ذات صباح
حوذيا يجلد حصانه على الطريق العام
كان الشتاء الألماني في ذروته
وكان المارة يندفعون إلى المصانع.
لم تسعفه عدميّته تجاه الخلق والتاريخ
لم تسعفه السخرية المريرة
وعبث الوجود.
انهار مبنى إرادة القوة
أمام اللحم الحي وهو يتلوى تحت السياط.
صرخ الفيلسوف صرخته الأخيرة
وكأنما الألم البشري السحيق
انفجر من حنجرة واحدة.
بعدها، دخل في غيبوبة المرض
حتى نَزْعه الأخير
تاركا قرن العبقرية البلهاء يرفس
تحت مطرقة أفكاره الصادمة.
الفيلسوف
على سرير احتضاره
ينام الفيلسوف
مصغيا إلى الموسيقى والشعر
من نافذته المعتمة
يتأمل الشجرة المورقة
التي كانت في غمرة الربيع.
يرسل نظرات متعبة، حزينة
كأنها التحية الأخيرة
لسر الكون المستعصي على التفسير
ملاحظة :
سيف الرحبي شاعر عماني مرتد عن الدين الاسلامي
بين النوم واليقظة
بين الصحو والمطر
كان يمضي حمارُ جارنا القديم
الذي أتذكرهُ الآن تحت شجرة التين
عائداً من أسفاره السعيدة
بين البندر والقرية
كان يمضي القيلولة تحت الشجرة المثقلة
بالظهيرة والعصافير
ناعساً وعلى رأسه تاجٌ من الذباب
لا يتذكر شيئاً
لكنه يسرحُ أحياناً فيرفسُ الجذع
برجلين معروقتين بالألم
وفي المساء يمضي لجلب الزرع من الحقول
المبعثرة كدموعٍ خضراء سكبتها الآلهة.
في الرواح والمجيء يرسل نهيقه العالي كصراخ أضاعته
السلالة بين الأحراش، فتشرئبُ أعناق الحمير.
مرحاً
مختالاً كطائر كركي بين إناثه
وفي الليل حين يأوي الى شجرته التي
تلمعُ فيها عيونُ الديكة حالمةً بمقدم
الثعالب، يكونُ قد غادر موقعهُ إلى
ديارٍ بعيدةٍ يخوض فيها سهوباً وأودية
بحمله الثقيل وربما حَلَمَ بأنثى لم يطأها
حمارٌ قبله....
بالأمس رأيتُ حماراً هرما تحت شجرة
عتيقة.
واقعية
رأى (فريدريك نيتشه) ذات صباح
حوذيا يجلد حصانه على الطريق العام
كان الشتاء الألماني في ذروته
وكان المارة يندفعون إلى المصانع.
لم تسعفه عدميّته تجاه الخلق والتاريخ
لم تسعفه السخرية المريرة
وعبث الوجود.
انهار مبنى إرادة القوة
أمام اللحم الحي وهو يتلوى تحت السياط.
صرخ الفيلسوف صرخته الأخيرة
وكأنما الألم البشري السحيق
انفجر من حنجرة واحدة.
بعدها، دخل في غيبوبة المرض
حتى نَزْعه الأخير
تاركا قرن العبقرية البلهاء يرفس
تحت مطرقة أفكاره الصادمة.
الفيلسوف
على سرير احتضاره
ينام الفيلسوف
مصغيا إلى الموسيقى والشعر
من نافذته المعتمة
يتأمل الشجرة المورقة
التي كانت في غمرة الربيع.
يرسل نظرات متعبة، حزينة
كأنها التحية الأخيرة
لسر الكون المستعصي على التفسير
ملاحظة :
سيف الرحبي شاعر عماني مرتد عن الدين الاسلامي